قضايا الفكر الاسلامي
يذهب “المعهد العالمي للفكر الإسلامي” إلى انه اختار لمواجهة التحديات التي تعترض الأمة، الميدان الأخطر، والجبهة التي يعني الانتصار فيها إحراز العديد من الانتصارات على العديد من الجبهات والميادين، وذلك بالعمل على التجديد والإصلاح لمناهج فكر الإسلام والمسلمين، طلبا لوضوح الرؤية، وبلورة لدليل العمل الإسلامي، وصياغة للمشروع الحضاري الإسلامي، القادر على أن يكون البديل ـ المنافس والغالب لكل من “التخلف الموروث” و “الاستلاب الغربي”.
ورغم ما لخطاب المعهد العالمي للفكر الإسلامي من أهمية وتناول شمولي، إلا أنه لا يعرض نفسه بديلا لأي من حركات الإصلاح والنهوض، ولا يدعي أنه ابتدع شيئا غاب عن الآخرين بل يؤكد أنه حلقة من سلسلة طويلة من محاولات الإصلاح الفكري والثقافي، وقد تكون بدأت بمحاولة حماية المصدر الأول وهو القرآن الكريم بالتدوين، ثم حماية المصدر الثاني بالجمع والتدوين، ثم إعداد المنهج وكتابته وجمعه وتدوينه قبل انتهاء القرن الهجري الثاني، ثم ما تلا ذلك من محاولات الإحياء والتجديد الفكري والثقافي على مدى القرون السابقة ، ولكن الحكم العام هو أن القضية الفكرية لم تعط الاهتمام الذي تستحقه، وذلك من أسباب عجز المشروع الإسلامي عن بلوغ أهدافه، واستمرار الأمراض الفكرية الفتاكة.
ومن هنا يعتقد “المعهد” أن قضية إصلاح الفكر وإسلامية المعرفة جاءت لتسد ثغرة مهمة جدا، وتعتبر شرطا مستمرا لتصويب مسار حركات البعث الحضاري جميعا، إيمانا منه بمنهج اللبنة في البناء الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله “مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارا فأحسنها، وأكملها وأجملها وترك فيها موضع لبنة، فجعل الناس يطوفون بالبناء ويعجبون منه، ويقولون لو تم موضع تلك اللبنة، وأنا في النبيين موضع تلك اللبنة وأنا خاتم النبيئين”.