مذكرات في السياسة المصرية
مذكرات في السياسة المصرية يعتبر من أهم أعمال هيكل السياسية ومرجع هام في التاريخ السياسى المصري، حيث صدر جزاءن منها في حياته والجزء الثالث بعد وفاته.
بدأ الجزء الأول منه بنشاة صاحبه السياسية (1912م) وانتهى بتوقيع معاهدة 1936م. يبداء الجزء الثاني وينتهى بثورة 1952م، ليبداء الجزء الثالث. على الرغم من أهمية هذا المرجع إلا أن الحياد به عسيرا، لأن صاحبه اتخذ موقفا ورايا، ولايمكن الاعتماد عليه وحده دون النظر إلى مصادر أخرى، لان المؤلف كتابه ببراعه فائقه من الممكن أن ينزلق الباحث العجول فيها دون أن يمد بصره إلى مصادر غيرها.
قد أودع الدكتور هيكل الجزاء الثلاثة من مذكراته في السياسة المصرية خلاصة تجربته السياسية على مدى أربعين عاماً (1912- 1952) شارك في معظمها في صنع السياسة المصرية ومعالجة قضاياها وفي مقدمتها قضيتا الإستقلاق والدستور والمحافظة عليهما. وقد صدر في ذلك كله عن نشأة مصرية خالصة فانضم منذ بواكير الشباب إلى أحمد لطفي السيد، أول من نادى بأن مصر للمصريين، وتتلمذ على يديه في “الجريدة” ثم واصل مسيرته على هذا النهج فكتب في “السفور” و “الأهرام” ثم أصدر “السياسة” و”السياسة الأسبوعية” وضم إليهما أعلام المفكرين والسياسيين المعاصرين فكان لهما أثر ضخم في مصر امتد إلى العالم العربي كله.
وتجلو لنا هذه المذكرات الدور الكبير الذي خاضه الدكتور هيكل في الصراعات الكبرى التي نشأت عن هذه القضايا، والأسلوب الذي عالجها به في مراحل حياته المختلفة: محامياً وصحفياً ووزيراً ورئيساً لحزب الأحرار الدستوريين ورئيساص لمجلس الشيوخ.
ومن هنا كانت أهمية هذه المذكرات. فهي مذكرات أحد كبار زعماء مصر ومفكريها السياسيين فيما قبل الثورة، والذي تعد تجربته السياسية والفكرية جزءاً لا يتجزأ من تاريخ مصر وتراثها القومي الحديث.