الرئيسية السلاسل من الفناء إلى البقاء: محاولة لإعادة بناء علوم التصوف

من الفناء إلى البقاء: محاولة لإعادة بناء علوم التصوف

عمل الدكتور حسن حنفي طيلة نصف قرن من الزمان على عدة محاور أو عدة جبهات إن صح التعبير، وهي من التشعّب والضخامة والاتساع، والعمق بحيث تصبح من الاستحالة على شخص بمفرده أن يعمل في كل الاتجاهات وهي: الموقف من التراث القديم، والموقف من الواقع، والموقف من التراث الغربي.

هذا الكتاب هو المحاولة الرابعة والأخيرة لإعادة بناء العلوم النقلية العقلية الأربعة: علم أصول الدين، وعلوم الحكمة، وعلم أصول الفقه ويبدو أن أكثر هذه العلوم إقتراباً من تحليل التجارب الشعورية، هي علوم التصوف.

ويُعَدّ كتاب “من الفناء إلى البقاء” أيضاً دراسة في الطريق أي في البنية وليس في التاريخ، يعرض التاريخ من خلال البنية، ولا تعرض البنية من خلال التاريخ أسوة بالمحاولات الثلاث السابقة؛ “من العقيدة إلى الثورة” و”من النقل إلى الإبداع” و”من النص إلى الواقع”.ومع ذلك يخرج في جزئين؛ الأول التصوف كتاريخ وعلم، ويضم فصولاً ستة: تشكّل الوعي التاريخي، والوعي التاريخ الخالص، والوعي التاريخي الموضوعي، والوعي الموضوعي، والوعي النظري، والوعي العملي، والتصوف كعلم يضم تعريفات التصوف وتصنيفه في تقسيم العلوم وعلوم الذوق، والعلم والعمل، ويضم المراحل السابقة، ويمزجها من التاريخ إلى الموضوع.

والثاني التصوف كطريق وطريقة، ويضم الأول التصوف الخلقي، ويشمل أربعة أبواب، الشريعة إلى الأخلاق، والظاهر إلى الباطن، والأوامر والنواهي إلى الفضائل والرذائل حتى التوحيد الخلقي.والثاني التصوف النفسي الذي يضم المقامات والأحوال ووصف الطريق في الرياضة والمجاهدة ووحدة الشهود، والباب الثالث التصوف النظري الذي يضم المسائل الإلهية مثل الله والإنسان والكامل ووحدة الوجود، والباب الرابع التصوف العملي الذي يتحول فيه التصوف النظري إلى ممارسات عملية وينتقل من الطريق إلى الطريقة إلى آداب الشيخ والمريد؛ وبالتالي يتطابق التصوف كتاريخ مع التصوف كطريق.هذا الكتاب عبارة عن قراءة معاصرة لكل أو أغلب ما كُتب أو حُقّق في موضوع التصوف الإسلامي، وهو موضوع صعب وشائك وخصوصاً بعد تراجع الدراسات العربية حوله.