الأعمال الكاملة لسميح القاسم
“سميح القاسم” عملاق من عمالقة الشعر في هذا العصر، حققت مؤلفاته الشعرية والنثرية انتشاراً نادر المثيل في العالم العربي. ونتاج القاسم نتاج ضخم استمر عبر ثلاثين عاماً يتجاوب مع تطلعات الناس، ويترجم مشاعرهم، ويعبّر عن وجدانهم، ويدق إنذار الخطر في مسامع النائمين والمتقاعسين والمتجاهلين والمتناسين، ويضرب على ضمائر المسؤولين بمطرقة الكلمة يتردد صداها في الأعماق ما دامت حياة وما دام عرق ينبض.
لذلك، رأينا أن نحقق هذا المشروع الضخم لنضع بين يدي الأجيال الطالعة، من نتاج القاسم، ما ليس متوفراً اليوم في المكتبات، خاصة أن شعر القاسم حفل، في مرحلته الأولى، بمجموعة من القيم من شأنها أن تجعله وحدة مدرسة في الوطنية والولاء والوفاء والثورة والمقاومة. فضلاً عن تميّز نتاجه، بروعة الصور الفنية ونبل المعاني الإنسانية، وعمق الفكرة، وغنى الخيال ..
فلا عجب إن رافقت سميح القاسم القاب تبرز عظيم المكانة التي يحتلها في قلوب القراء، وفكر النقاد، ودراسات الدارسين. فهو “شاعر المقاومة الفلسطينية” ، و “شاعر الحب” ، و”شاعر فلسطين والعروبة” ، و”شاعر الوطن والشعب” و “شاعر القومية العربية” و “والشاعر العملاق” … إلى ما هنالك من ألقاب تبيّن حقيقة البعد الإنساني والشعبي الذي كان يحتله الشاعر عبر مساحة الوطن العربي كله. فضلاً عن أنه تميّز ببناء شعري فريد يجعلك وانت تقرأ قصيدة له وكأنك تسمع إلى سمفونية رائعة تتكامل فيها الألحان والأصوات والأنغام عبر انبساطات وانخفاضات متناغمة يلعب فيها الحرف دور الوتر الذي يهز المشاعر ويوقظ الأحاسيس النائمة