البيان والتبيين
عتبر أحد أهم أركان الثقافة العربية، وأهم مصادر الأدب في الثقافة العربية. وإنه من أشد الكتب انتشارًا وأكثرها تداولا وشهرة، جليل العائدة عظيم النفع وكثير الفائدة، به شحذ الأدباء قريحتهم، ورفعوا همتهم، واستقامت ألسنتهم على السبيل الأمثل، وبه تخرجت قبائل عدة من المتأدبين…تنحصر مباحث كتاب البيان والتبين للجاحظ في المسائل التالية: البيان والبلاغة ـ القواعد البلاغية ـ القول في مذهب الوسط ـ الخطابة ـ الشعر ـ الأسجاع ـ نماذج من الوصايا والرسائل ـ طائفة من كلام النساك والقصاص وأخبارهم ـ عرض لبعض كلام النوكى والحمقى ونوادرهم ـ ضروب من الاختيارات البلاغية.
وقد عمل الجاحظ على صب كل خلاصته الثقافية والمعرفية في كتاب البيان والتبين، فتحدث عن عيوب النطق والكلام، وأشار إلى الفرق بين ألفاظ البدو والحضر وأسباب اختلاف اللهجات بين الأمصار، كما خاض في ألوان البيان والبلاغة، فيبحث في وسائل وسبل تعبير وبيان المتكلم عن الأفكار، مشيرا إلى ضرورة تناسب اللفظ والمعنى، وفي خضم كل ذلك يقدم تعريفا للبلاغة عند الأمم القديمة، مشيرا إلى أرباب هذه الصناعة من بلغاء وخطباء… مقرنا ذلك بشواهد شعرية ونثرية.
.