طرائف الحکَم ونوادر الآثار
“هذه باقةٌ من الزهور اقتطفتها من كل روض، ومجموعة من الفرائد التقطتها من هنا وهناك كانت تمر على السمع والبصر. في غضون الاجتماعات والمطالعات – فيقف لها الفكر، ويهتز لها القلب، لما فيها من متعة للروح، وفائدة للعقل، فأسجل منها تباعاً ما أراء جديراً بالتسجيل دون ملاحظة لأي ترتيب أو تنظيم. وأذكر المعنى اللغوي أو المناسبة التاريخية لكلّ كلمة أحسب أن فهمها قد يصعب على بعض المطالعين الكرام، وقد أقف من بعض النصوص موقف المناقشة والموازنة والتمحيص، وقد أتعرض إلى بعض المسائل العلمية أو الأدبية أو التاريخية أو الاجتماعية بأسلوب موضوعي مجرد، قدر ما يستطيع الإنسان أن يتجرَّدَ عن عواطفه وميوله ونزعاته، ويكتب للعلم والحقيقة والتاريخ، وقديماً قال خالد بن صفوان: «خير الكلام ما طرفت معانيه، وشرفت مبانيه والتذثه آذان سامعيه، وقال أبو الفتح البستي : المزح في الكلام كالملح في الطعام .”