حليم طوسون: أحد أبرز المترجمين المصريين في القرن العشرين، مِن أشهر ترجماته كتاب «واقعية بلا ضفاف» ﻟ «روجيه جارودي».
وُلد «حليم أحمد طوسون» في عام ١٩٢٩م بحي جاردن سيتي في القاهرة، وهو ينتمي إلى أسرة من أصول تركية من مدينة قولة (التابعة حاليًّا لليونان). تلقَّى تعليمه الأوَّلي في إحدى المدارس الفرنسية بالقاهرة؛ حيث درس أولًا في مدرسة الفرير ثم الليسيه، ثم التحق بكلية الهندسة بجامعة إبراهيم باشا (جامعة عين شمس حاليًّا)، ولكنه لم يكمل دراسته فيها لانخراطه في العمل السياسي؛ إذ تبنَّى الفكر الاشتراكي حينها وانضمَّ إلى حزب الحركة الديمقراطية للتحرُّر الوطني، واعتُقِل مع الكثيرين من زملائه، وبعدما أُفرِج عنه قرَّر استكمال دراسته الجامعية في مدرسة الحقوق الفرنسية، وتخرَّج فيها عام ١٩٥٢م حاصلًا على درجة البكالوريوس.
بدأ عمله في مجال الترجمة والتأليف منذ بداية الخمسينيات؛ فعمل مترجمًا للُّغتَين الفرنسية والعربية في سفارة المجر، واستمر في عمله مترجمًا حتى أثناء فترة اعتقاله في الخمسينيات والستينيات، ونُشِر له العديد من الترجمات في السياسة والاقتصاد والشعر والأدب والقضايا الاجتماعية، وألَّف كتبًا أخرى باللغة الفرنسية. وإلى جانب الترجمة، أسَّس طوسون جريدة «أخبار مصر» باللغة الفرنسية، التي اهتمَّت بنشر أخبار الحركة السياسية وحركة السلام العالمية، وكانت تُوزَّع على سفارات الدول الاشتراكية. هذا فضلًا عن عمله في اتحاد النقابات العالمي ببراغ، وتولِّيه رئاسةَ تحرير الطبعة العربية لمجلة «الحركة النقابية العالمية» ونشرة «أضواء على العالَم النقابي» الصادرتَين عن الاتحاد.
أمَّا عن أعماله المترجَمة، فنذكر منها: «كافكا»، و«خفايا نظام النجم الأمريكي»، و«بيوت القاهرة في القرنَين السابع عشر والثامن عشر: دراسة اجتماعية معمارية»، و«أساطير وآلهة: نفثات رع إله الشمس»، و«المرأة في زمن الفراعنة»، و«مؤتمر الحزب الوطني ببروكسل»، و«المبادئ الأساسية للفلسفة» وغيرها الكثير.
تُوفِّي «حليم طوسون» في عام ٢٠١٠م، تاركًا وراءَه مكتبةً زاخرة بأعماله المتميِّزة.