عادل زعيتر
عادل بن عمر بن حسن زعيتر شيخ المترجمين العرب وأحد أبرز المفكرين العرب في القرن العشرين ولد عام 1895 في نابلس في بيت علم ودين وسياسة وقانون كان أبوه عمر حسن زعيتر قاضياً في محكمة الحقوق، وشغل منصب رئيس بلدية نابلس قبل وفاته في عام 1924 تلقى عادل زعيتر علومه الأولى في مدرسة النجاح الوطنية في نابلس، واصل تعليمه في المكتب السلطاني في بيروت متتلمذاً على العلامة اللغوي الشيخ مصطفى الغلاييني (1885 – 1944) ظهر تفوقه الدراسي على كافة أقرانه وبشكل خاص في مادة اللغة العربية.
ومن بيروت شخص عادل إلى استنبول عاصمة الخلافة العثمانية آنئذٍ، والتحق بالجامعة السلطانية، وبعد دراسته المعمقة فيها حصل على شهادتها العليا في الآداب، وكانت الدراسة فيها باللغة التركية التي أتقنها جيداً، إضافة إلى إجادته المطلقة للغة الفرنسية التي أحبها وتفاعل معها ونبغ فيها ولما نشبت الحرب العالمية الأولى في عام 1914 استدعي عادل لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش التركي ضابط احتياط، وعندما اشتعل أوار الثورة العربية الكبرى في العاشر من حزيران عام 1916 عاد عادل إلى نابلس إبان تقلد أبيه رئاسة بلديتها وفي تلك الأثناء تصاعد البطش التركي في الأراضي العربية وهبت رياح الثورة العربية فالتحق عادل مع صديقه صالح الصمادي (1893 – 1933) بقوات الثورة التي كان يقودها الأمير الثائر فيصل بن الحسين في بلدة «أبي الألسن» في سورية.
نال شهادة الحقوق من باريس عام 1925، واشتغل بعدها محامياً. وفي عام 1953 أصبح عضواً في المجمع العلمي العراقي وفي عام 1955 انتخب عضواً مراسلاً للمجمع العلمي العربي في دمشق. ترجم عادل زعيتر، حسب الزركلي سبعة وثلاثين كتاباً نشرت بالإضافة إلى كتاب “مفكرو الإسلام” الذي لم ينشر. نقل عادل زعيتر في كتبه روائع في الشرائع والفلسفة، وانتخب من عيون كتب المستشرقين والفلاسفة عدداً من المؤلفات المهمّة، من أهمها «حياة محمد» لإميل درمنغهام، و«نابليون»، و«كليوبترة» لإميل لودفيغ، و«ابن خلدون وفلسفته الاجتماعية» لبوتول، و«ابن رشد والرشديّة» لرينان، و«حضارة العرب»، و«حضارات الهند»، و«روح الاشتراكيّة»، و«روح الثورات والثورة الفرنسيّة»، و«فلسفة التاريخ»، و«روح السياسة» لغوستاف لوبون، و«البحر المتوسط»، و«النيل: حياة نهر» لإميل لودفيغ، و«تاريخ العرب العامّ» لسيديّو.