في هذه الطبعة من الكتاب الذي قامت د. هلا رشيد أمّون بمراجعته وتنقيحه من الشوائب المطبعية ومن تلك الناتجة عن سوء العناية والإهمال، والتي ألمت به نتيجة التكرار السريع لعملية الطبع، والذي تؤكد فيه على أنه ” يظل من أهم المراجع التي أرّخت للرحلة التي قطعتها الفلسفة” والتي استمرت أحد عشر قرناً من الزمان، بالرغم من “تعدد الكتب التي صدرت خلال الأعوام السابقة والتي سعت إلى تأريخ الفلسفة اليونانية”. فالمؤلف الذي كرّس “نحو أربعين عاماً من حياته في دراسة تاريخ الفلسفة، قضاها في البحث والتحقيق والنشر، واستطاع أن يلقي نظرة شاملة على الفكر الفلسفي، وأن يقدم صورة جليّة له”، لم يقتصر عمله على السرد التاريخي لهذه الفلسفة وشرحها، بل تعداهما إلى البحث “في انتقادها بالقياس إلى غيرها”، مما يجعله مساهماً “في صنع الفلسفة”، و”مما يؤكد أن لتاريخ الفلسفة علاقة وثيقة بالفلسفة ذاتها”.