هي مقالة عن حالة عالجها فرويد في أحد عشر شهرًا، وأحتفظ لنا بالمذكرات التي كان يدوّنها أثناء جلسات العلاج، ثم نشرها بعد ذلك بعام بأذن من المريض، بعد تحوير أحداثها وطمس بعض معالمها لكي لا يفطن إلى صاحبها أحد، وهذا المريض أتاه برغبته وبدأ جلسته الأولى في سرد حياته الجنسية، مستهلاً مفتتحًا من تلقاء نفسه.
الكتاب يدور حول قصة شاب قرأ عن طريقة تعذيب باستخدام الجرذان، فأصبح عنده هاجس وخوف ووسواس من أن تعذب خطيبته بهذه الطريقة و كذلك يخاف علي أبيه من نفس المصير، رغم أن أبيه مات.
وفرويد هنا على قدر واسع من الفطنة وملاحظة الأحداث الصغيرة وعديمة الاهمية تمامًا عند المريض، ويستخلصها بشكل باهر من ركام اللاشعور إلى ضوء الشعور، فمتى برزت إلى السطح سهل اصطيادها ومعالجتها في أثر ذلك، كان ببساطة فاتنًا وهو يشترط على المريض منذ الجلسة الأولى شرطًا واحدًا فقط، واستمر في باقي الجلسات يؤكّد عليه ضرورة الالتزام بهذا الشرط، وهو ألا يقاوم وأن يقول كل ما يرد إلى خاطره، حتى لو كان ذلك مؤلمًا له، وحتى لو بدت له خاطرته عديمة الأهمية أو لا معقولة أو لا صلة لها بالموضوع تمامًا، وفي مقابل ذلك فإنه سيترك له أن يختار بنفسه الموضوع الذي يرغب في أن يبدأ به الجلسة وكل جلسة.