يوسف كرم
يوسف بطرس كرم (8 ديسمبر 1886 – 28 مايو 1959م) هو مفكر ومؤرخ وفيلسوف مصري، أضاء غُرَّةَ التاريخ الفلسفي بمذهبه العقلي؛ وشغل مَنْزلةً مرموقةً بين المثقفين المصريين، واضطلع بمهمة دراسة الفكر الفلسفي الغربي؛ فلم يترك حقبة في تاريخه إلا وكتب عنها، وهو يعد واحدًا من أبرز مؤسسي الفكر الفلسفي في الوطن العربي، وتعد كتاباته علامة فارقة في أدبيات الفلسفة باللغة العربية.
مصر والعالم العربي ليس فيها فلاسفة وإنما هناك مؤرخون للفلسفة. وقد جاء عنوان الكتاب التذكاري الذي اقترح فكرته “د. زكي نجيب محمود” عندما كان رئيسا للجنة الفلسفة بالمجلس الأعلى للثقافة.. جاء عنوان هذا العمل الضخم “يوسف كرم” مفكرا عربيا ومؤرخا للفلسفة.. ويرى يوسف كرم أن مؤرخ الفلسفة هو فيلسوف ويؤيد هذه الفكرة “الدكتور إبراهيم بيومي مدكور” رئيس مجمع اللغة العربية. ولا ينكر تلاميذه يوسف كرم وأصدقاء عليه صفة الفيلسوف. إذ أنه في أعماله دافع عن العقل دفاعا مجيدا. وهذا موقف فلسفي بالدرجة الأولى. وأضفى عليه “د. مراد وهبة” صفات “الفيلسوف العقلي المعتدل”. وكانت دراسة تليمذه “د. عثمان أمين” بعنوان “يوسف كرم الفيلسوف”. وكرر د. عثمان أمين كلمة “فيلسوف” صفة ليوسف كرم أكثر من مرة.. وقال في بداية كلمته: “ما كنت أتصور مطلقا في يوم الجمعة الماضي وأنا ذاهب لأزور الفيلسوف يوسف كرم في طنطا أن زيارتي هذه ستكون الأخيرة له”. والدكتور “إبراهيم بيومي مدكور” على الرغم من أنه وضع لكلمته عنوان “يوسف كرم” مؤرخ الفلسفة” نجده قد ختم هذه الكلمة بقوله: “وقبل أن أختتم حديثي أرى من واجبي أن أشير إلى أن يوسف كرم لم يكن مؤرخا فحسب، بل كان فيلسوفا قبل أن يضطلع بالتاريخ للفلسفة، وفي كتبه التاريخية درس عميق وفلسفة دقيقة، وقد عالج في استقلال قضايا فلسفة أخرى وهذا البحثان يعالجان الأساس الحقيقي للفكر الفسلسفة. وبهذا الرأي يكون شيخ المثقفين “د. مدكور” قد أوفي صفتي الفيلسوف ومؤرخ المفلسفة على زميله وصديقه “يوسف كرم”.