يتكون هذا الكتاب من ثلاثة ابواب، تناولنا في الباب الاول «الدرس الكلامي»، فيما تناولنا في الباب الثاني «الدرس الفلسفي». وانما قدمنا علم الكلام لاننا اكتشفنا تقدم النواة الجنينية للتفكير الاعتقادي منذ عصر البعثة، وتناميه بالتدريج، بعد تفشي الصراعات بين المسلمين وولادة الفرق, ثم تبلور في علم الكلام لاحقا. اما الفلسفة فتأخر ظهورها في الحياة الاسلامية، ولم نتعرف على اول فيلسوف مسلم الا في القرن الثالث الهجري, وهو ابو يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي المتوفى سنة 252 أو 260.
واتخذنا من التراث الكلامي لمحمد باقر الصدر, الذي كان احد ابرز الاعلام في الحوزة العلمية في النجف الاشرف في القرن الرابع عشر الهجري, نموذجا لتحديث التفكير الكلامي.
كما اتخذنا من الجهود الفلسفية لمحمد حسين الطباطبائي نموذجاً لتحديث التفكير الفلسفي، وهو الذي تلمذ في الحوزة العلمية في النجف، لكنه انتقل الى الحوزة العلمية في قم، بعد اقامة سنوات في تبريز عند عودته من النجف, فصار استاذا ومؤسسا لاهم حلقة فلسفة اسلامية في القرن الرابع عشر الهجري في حوزة قم.