فصول من الفلسفة الصينية: مع النص الكامل لكتاب الحوار لكونفوشيوس وكتاب منشيوس
«قال كونفوشيوس: إذا كان المسئولون في الدولة يُقدِّرون قواعدَ الأدب والمعامَلات، فإن الرَّعِية لن تُبدي لبعضها قلةَ الاحترام. وإذا اتَّصف المسئولون بالعدل والنَّزاهة، فإن الرَّعِية ستَقتدي بهم. وإذا اتَّصفوا بالأمانة، مالت إليهم عواطفُ الرَّعِية. إذا كانت هذه طريقتَهم في الحُكم، فإن الناس سوف تَتوافد إلى مَملكتهم وهم يحملون أطفالَهم على ظهورهم.»
قامت الفلسفة الصينية بالدور الذي قام به الدِّين في الثقافات الأوروبية والشرق أوسطية؛ فمثَّلت النصَّ المقدَّس للشعب الصيني الذي يَنهل منه تعاليمَه، ويَغرسها في نفوس أطفاله منذ نعومة أظافرهم. وقد تَشكَّلت هذه الفلسفة من ثلاثِ فلسفاتٍ رئيسية هي: فلسفة «لاو تسو»، وفلسفة «كونفوشيوس»، وفلسفة «منشيوس». وفي هذا الكتاب يُقدِّم المفكِّر الكبير «فِراس السوَّاح» في الجزء الأول منه، دراسةً عن الفلسفةِ الصينية عامة، وطبيعتِها، وتاريخها، ومَدارسها، كما يَتحدَّث عن كُلٍّ من «لاو تسو» من حيث كونه المعلِّمَ الأول للفلسفة الصينية، فيتناول سِيرته وأفكاره؛ و«كونفوشيوس» فيتناول حياته وفِكره وفلسفته ومكانته في الثقافة الصينية؛ وتلميذِه «منشيوس» الذي يُعَد المعلِّم الثاني للكونفوشية؛ كما يقدِّم فلسفة «مو تزو» وهي فلسفةٌ ناقدة للكونفوشية. أمَّا الجزء الثاني فيُقدِّم فيه ترجمةً لكتاب «الحوار» ﻟ «كونفوشيوس»، وكتاب «منشيوس»، اللذَين تَضمَّنا التعاليمَ الأساسية للفلسفة الصينية.
كان نجاح كتابي “التاو تي تشينغ – إنجيل الحكمة التاوية” في طبعته الصينية الصادرة عن دار النشر باللغات الأجنبية ببكين ونفاد نسخها، واتفاقنا أنا وصديقي الدكتور شوي تشينغ قوه الذي راجع ترجمتي لنص كتاب التاو تي تشينغ على الأصل الصيني مع دار نشر أخرى على إصدار طبعة جديدة، حافزًا لنا على التفكير في إنجاز عمل مشترك آخر يتناول كتاب الحوار لكونفوشيوس وكتاب تلميذه منشيوس اللذان قامت عليهما الفلسفة الكونفوشية ومدارسها اللاحقة.