تدور أحداث الرواية حول قصة طالبة تسمي ‘ فرح ‘ تفوز من قبل دولتها الكويت بشرف تمثيل بلدها في السويد لتكمل أبحاثها في علم الأحياء شريطة اجتياز الاختبار هناك من بين طلبة آخرين لدول أخري.
هناك في البيئة الجديدة والغربة الموحشة بالنسبة إليها تنفجر الأسئلة من خلال بعض المواقف المفاجئة والتي لا تخلو من غرابة، أو من خلال هذا الارتطام الصامت والقوي بين مواطنة ‘ التي هي فرح ‘ ومواظن ‘ بدون ‘ اسمه ‘ ضاري ‘ المقيم منذ أكثر من عشر سنوات في السويد، إنه علي ما يبدو ارتطام ‘ ضاري ‘ بالوطن من خلال ‘ فرح’ أو إنه ارتطام الوطن بالبدون من خلال ‘ ضاري ‘، والارتطام كعنوان اختارته الكاتبة لروايتها معبر ويشي بالكثير، فالارتطام هو اصطدام بدني قوي بين جسمين أو شيئين كبيرين وثقيلين، إنه اصطدام يأتي من بعد، من مسافة كبيرة وبسرعة فائقة يحصل، انه ارتطام بين نيزك وكوكب، أو بين كوكب وآخر،
إنه في هذه الرواية يأخذ رسالة قوية لمعناه: ارتطام بين وجهين أو بين وجهي شخصين أضحيا رمزا لوطن ولغربة عن الوطن، للهوية وللاهوية، فالمسافة بينهما تقاس بمدي قسوة الاغتراب ‘ المسافة بين الكويت والسويد ‘ في اللغة واللسان والوجه والمناخ والعادات والتقاليد، وفيه يقاس مدي غربة الإنسان عن ذاته أيضا، كاغتراب ‘ ضاري ‘ الذي ترعرع في الكويت ثم بعد عنها حاملا حبها بين ضلوعه، وهو العاشق الدائم لمطرها ولنخيلها.
تعلن رواية “ارتطام.. لم يسمع له دوي” عن ولادة الكاتبة الكويتية الشابة بثينة العيسى، في عملها الروائي الأول، كصوت منفرد، خاص، في الرواية العربية الجديدة.
تقتحم بثينة العيسى الساحة الروائية بجرأة نادرة، لتعبر، بلغة شعرية، ووعي مستقبلي عن هموم جيل ورث عبئاً ثقيلاً من الخوف والهزيمة والكبت.. ولكنه ينظر إلى الأمام بغضب، ويكتب إبداعاً حراً، يقفز فوق الحدود، ليتواصل مع إبداعات العالم الجديد.