يختار باموق بيتا واقعا في منطقة (جنة حصار) على أطراف مدينة استنبول تعيش فيه العجوز فاطمة أرملة صلاح الدين أوغلو، وخادمها “القزم”رجب الذي هو في الواقع ابن زوجها من علاقة غير شرعية. تسير الحياة في هذا البيت بهدوء ورتابة بعد أن رحل الزوج والابن ضوغان، غير أن باموق اختار موعد زيارة الأحفاد للجدة فاطمة كي يسرد تفاصيل حكايته، فمع زيارة الأحفاد الثلاثة: فاروق ومتين ونيلفون لجدتهم لم يعد البيت صامتا، بل صار صاخبا، وحيويا، ومع انتهاء هذه الزيارة القصيرة تنتهي الرواية.
تتناول الرواية، التي يعود تاريخ كتابتها إلى مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، تفاصيل الحياة المألوفة، بأحزانها وأفراحها وخيباتها وآمالها… غير أن الشخصيات التي يرسمها باموق، بقليل من الحذق وكثير من الواقعية، تشترك في تقديم رؤية بانورامية لصورة تركيا المعاصرة التي تمور بالصخب وتعيش إرهاصات سياسية أفصحت عن نفسها عبر انقلابات عسكرية كثيرة جرت خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي، وكذلك يضيء الروائي تاريخ هذه البلاد عبر شخصية فاروق الأخ الكبير الذي يهتم بالتاريخ ويعود إلى ماضي بلاده بغرض فهم الأحداث الحالية، ومحاولة الربط بين ما جرى في الماضي، وما يحدث اليوم، بينما يتطلع متين نحو المستقبل، والحداثة، وحياة البذخ والترف، فهو يرغب في الهجرة إلى الولايات المتحدة والاستقرار هناك هربا من هذا البلد، إذ “لا يمكن للإنسان أن يغدو شيئا في هذا الشرق المخدّر”، بينما نيلفون تتعاطف مع الشيوعيين وتحلم بإقامة العدل والمساواة الاجتماعية، غير أن التيار القومي المتطرف الصاعد في تركيا -آنذاك- يتوعد الشيوعيين ويحاربهم، ولعل إقدام حسن (ابن إسماعيل شقيق رجب) الذي ينتسب إلى هذا التيار، على ضرب نيلفون بقسوة وموتها إثر ذلك، يكشف عن العداء الذي كان مستحكما بين الشيوعيين والقوميين.
تحميل رواية البيت الصامت باللغة الإنجليزية صيغة epub مجاناً
تحميل رواية Sessiz Ev مترجمة مجاناً