يغلب على الكتاب مشاكل الأبناء مع والديهم و فيها حكايات تسلط الآباء والأمهات على الأبناء ، يقول الكاتب رحمه الله فى قصة الجبل القوى:
من المحزن حقا أننا لا نستخدم عادة أسلحتنا المعنوية فى التهديد بغضب الأبوين لإخضاع الأبناء لإرادتنا إلا مع الطيبين منهم،الذين يخشون الله واليوم الآخر ويجفلون من إغضاب الأبوين ولو أرغامهم على ما لا يريدون لأنفسهم،أما الأبناء المتمردون البعيدون عن تعاليم السماء فلا تفلح معهم نفس هذه الأسلحة المعنوية ولا يتأثرون بها.. فهل يكون جزاء الأبناء الطيبين المسالمين ذوى الوجدان الدينى أن نقهرهم على ما يكرهون لأنفسهم وأن نحرمهم من حقهم الطبيعي فى الاختيار لحياتهم بعد أن بلغوا سن الرشد وامتلكوا زمام أمورهم!. وهل يكون عدلا أن نفرض عليهم نحن تحت وطأة النبذ والمقاطعة والتهديد بالغضب الإلهي ما لا يرون فيها سعادتهم..
وقد كانوا يستحقون جزاءا وفاقا لأخلاقياتهم وقيمهم الدينية أن أكثر رفقا بهم وعطفا عليهم.
ومن آخر رسائل الكتاب ( التحدى الموهوم) يقول : إننى أكاد أشعر فى بعض الأحيان أن من البشر من لا يصح أن يؤتمنوا على إدارة حياتهم وفقا لإرادتهم الذاتية وعقولهم المضطربة وحدها..بل وإنه من صالح هؤلاء الأشخاص أن تشل إرادتهم لمنعهم من إيذاء أنفسهم والغير، قبل أن يتخبطوا فى كل الاتجاهات الخاطئة ثم يولولوا صارخين : كيف ننقذ أنفسنا