وضع الدين الإسلامي الحنيف بمجيئه فاصلاً بين عصر وعصر، بين عصر الأديان، وعصر الدين العالمي الخاتم، وهذا أمر يتفق عليه المسلمون وسواهم. لكن هذا الدين ما أن بدأ البني البشير يبشر به حتى أخذ أعداؤه يوجهون له الضربات ويعدون له العدة للانقضاض عليه، فعقد الغرب على مختلف أديانه ومذاهبه وفلسفاته حلفاً مقدساً كانت غايته تدمير الأمة الإسلامية وتحطيمها. ولقد وقفت أوروبا المسيحية في وجه الإسلام خلال أربعة عشر قرناً في محاولات متصلة لتحول بينه وبين التوسع والامتداد.
وفي هذا الكتاب يقدم المؤلف عرضاً لتلك المحاولات التي شاء أصحابها تقويض أركان هذه الدعوة العالمية بدافع الحقد والكراهية، حيث يتحدث المؤلف عن خمس مؤامرات كبرى على الإسلام من فجر الإسلام إلى اليوم. وهو يحلل ويفسر أولاً أسباب شن الحروب الصليبية، بادئاًَ بالحديث عن جبهة بيزنطة، حيث كانت أول أعمال الغرب المسيحي في مواجهة الفتح الإسلامي الزاحف لصده وتوقيفه، فكانت هناك جبهتان، الأولى هي بيزنطة والثانية هي الأندلس. كما يتناول وبشكل مفصل الحروب الصليبية انتهاء بسقوط بغداد في أيدي التتار.
تلك الحرب التي كشفت عن ذلك الحقد الصليبي المبيت في النفس الغربية المسيحية إزاء الإسلام وهو يعرض كذلك لسقوط الخلافة الإسلامية بعد أن استولى مصطفى كامل أتاتورك على مقاليد الأمور في الدولة التركية. كما يعرض المؤلف كذلك لسقوط القدس في أيدي الصهاينة وتطويق العالم الإسلامي الذي بدأ الأعداد له منذ زمن بعيد شارحاً أبعاد المؤامرة على الإسلام والمسلمين.