يبحث هذا الكتاب العلاقةَ بين الإنسان والحيوان، بدايةً من كونِ الحيوان قوةً مفزِعة للإنسان، مرورًا بتطويعه، واستئناسه، والاستفادة منه، ثم البدء في تقديسه نظرًا لما يُمثله من قوة وحماية وخير للإنسان، ويركِّز أساسًا على الحضارات القديمة في مصر وبلاد الشام وبلاد الرافدين، ودورِ الحيوان باعتباره قوةً اقتصادية في المقام الأول، ثم دورِه في الحياة الروحية والاجتماعية، كما يبحث الطقوسَ الدينية التي تحيط بهذه العبادة الحيوانية، خاصةً عمليةَ الدفن باعتبارها أحدَ المظاهر الدينية عندهم، فيشرح على سبيل المثال التكفينَ ووِجهةَ الحيوان، والأثاثَ الجنائزي، والغرضَ من الدفن. وللبيئة تأثيرٌ في الفكر الديني؛ إذ يتشكَّل سلوك الإنسان بحسب الطبيعة؛ فالبيئة الصحراوية تختلف عن البيئة السهلية، وقد تجلَّى هذا الاختلافُ في الكثير من مظاهرِ العبادات وأنماطها في هذه الحضارات.