لا يعرف الناس “المازني” الشاعر كما يعرفونه قصاصاً وناقداً، وكاتب مقال، ومترجماً، وربما كان الشاعر فيه هو أول وجوهه، وأولاها بالتقديم، ولولا هذه الشاعرية لما كان القصاص ولا الكاتب منه على هذا المستوى الرائع من النفاذ والعبقرية. وهذه السطور عن المازني الشاعر لا تدعي الإحاطة بهذا الشعر وشاعره، وحسبها أن تكون إشارة إلى تلك الملكة العالية، والمغبونة في الوقت ذاته، ولعلها تصلح أن تقدم صورة سريعة فيها ملامح الصورة، إن فاتتها التفصيلات والألوان الدقيقة ولعلها أيضاً تجذب قارئاً متعجلاً إلى دائرة القراء المدققين ليقرأ شعر المازني في جملته وشعر أقرانه من شعراء العربية الكبار.