ليس من قبيل الصدفة أن يقدم المؤلف لروايته بقصيدة مسك الختام السميح القاسم، ولعل كاتباً استثنائياًن مثل إميل حبيبي يعرف كم هو معبر ودال أن يختار الروائي قصيدة كي تكون مدخلاً لروايته وأي رواية، فالمتشائلف تستحضر في ذهن القارئ كل عبقرية الكاتب، وأسبقتيه كما راهنيته، فهي تجسد أو تؤرخ ربما فكرياً وروائياً لمرحلة من الألم والتحدي والأمل، وهي مرحلة تستحق أن يقف أمامها الكثير من المعنيين لإعادة النظر في رسم ملامحها وتحليل أبعادها في أقل تقدير. فحياة بطل الرواية، هي تجسد ذاك التمزق بين ما هو كائن وما سيأتي بين الأمل والإحباط، كانت كما يقول المؤلف على لسان البطل، كلها عجيبة، والحياة العجيبة لا تنتهي إلا بهذه النهاية العجيبة. فاسم سعيد أبو النحس المتشائل يطابق رسمه مخلقاً ومنطقاً.