تبدأ المأساة حيث الوعي والحب والفقد ، نحن لا نكبر بمرور الأيام ، نحن نكبر بالتجارب والمواقف والذكريات ، كلما تعمقنا أكثر في الواقع كلما تألمنا ونضجنا ، تبدأ الآلام حينما تؤمن أن قلبك هو قائدك المناسب لمواجهة الحياة ، ويبدأ النضج حينما تتجرد من مشاعرك وتعيد ايمانك بأن الحياة ليست بتلك الطفولة التي تظنها ، نحن ننضج بالفقد ، بالامنيات التي لم تتحقق ، بحقيقة الناس حولك ، فكلما مرت عليك التجارب ستكتشف إن الناس ليسوا بهذا الصفاء.
“أو أشد قسوة” هى رواية قاسية وواقعية جدا مكتملة البناء و الأركان، فقد نجح “محمد طارق” فى خلق حالة من المشاعر و الأحاسيس و الهيستريا التى تعرض لها المجتمع فى الآونة الأخيرة.
الرواية لها شق بوليسى حيث تبدأ أحداثها بجريمة قتل “ليلى العدوى” و التحقيق لمعرفة من هو القاتل؟؟ أما الشق الثانى من الرواية هو مواجهة الكاتب للقارئ بواقع أليم وقاسى من خلال مشاعر عديدة كالكره وخيانة الصديق واستغلال الطبيب لمرضاه وخيانة الزوج و استغلال زوجته فى اداء أعمال غير مشروعة.
شخصيات الرواية عديدة ولكنها ثرية ومهمة جدا وبنائها غاية فى الإبداع ولا يمكن الاستغناء عن أى شخصية منهم لأنها مكملة لأحداث الرواية مرتبطة بباقى شخصيات الرواية، السرد وحبكة الرواية ممتعان للغاية ولا يوجد أى ملل وأبدع الكاتب فى وصف الأماكن ووصف المستشفى النفسى وما يتعرض له المرضى فيها من استغلال سيئ جدا للوصول إلى أغراض غير مشروعة.