رصد تحليلي عميق لحركة الفكر الإسلامي عبر تاريخه المديد، قديمه وحديثه، يتسم بالنظر الكلي، فلا تغرية الجزئيات، ولا تستغرقه التفاصيل، وإنما ينقذ إلى القضايا الكبرى والمنعطفات الأساسية، عارضا ومحللا وناقداً ومثيراً للمزيد من الأسئلة، ومسهما في بلورة مناهج التعامل مع التراث الإسلامي والإنساني على السواء.
تناول المؤلف في الشطر الأول من الكتاب أهم قضايا الفكر الإسلامي القديم، فالتمس مناهجه وبلورها، وتحسس مصطلحاته فأرخ لها، وتتبع دلالاتها، ورصد مصادرها فأبرزها ووثقها، ثم صنف اتجاهاته ما بين اتجاه للعقيدة وللفلسفة، وآخر للفقه وأصوله، وثالث للتصوف، مختتما بتقويمه الخاص، المسلح بدراساته المستفيضة وخبرته الواسعة في هذا المجال .
وفي الشطر الثاني من الكتاب تكريس لمعالجة قضايا الفكر الإسلامي الحديث، استهله الكاتب برصد وتحليل جهود التجديد العقيدي، ومحاولات الحركات الإسلامية الحديثة والمعاصرة في التجديد الشمولي، ومذهبيات ومدارس التجديد الحضاري، متجولا في رصده من المشرق إلى المغرب، ناقدا ومقوما وطارحا للحوار قضايا تنظير التجديد