صدرت هذه الفصول عن كاتب واحد وذهب فيها هذا الكاتب مذهباً واحداً وقصد به إلى غرض واحد ، فهى متحدة مؤتلفة مهما تختلف ومهما تنقصها هذه الفكرة الواضحة المنظمة المتحدة ، فروح الكاتب فيها واضح بين ، ومذهب الكاتب فيها ظاهر جلى ، وغرض الكاتب فيها لا يحتاج فيها إلى أن يدل عليه ، بل اشتركت فيه الدولتان العباسية والأموية ، وهى لا تكاد تتجاوز طائفة بعينها من هؤلاء الشعراء ، وهم أصحاب المجون والدعابة وطلاب اللهو واللذة ، وهى لا تكاد تتجاوز ناحية بعينها من نواحى هؤلاء الشعراء جميعاً هي ناحية مجونهم وإسرافهم ، وما كان لذلك من أثر في حياتهم العقلية ، وما كان بين ذلك وبين الحياة والإجتماعية والسياسية في تلك البيئة من صلة .