وظل على إيمانه الراسخ بمعتقداته المقدسة، بالحياة الشاقة المقدسة، بالجهاد والعذاب، بالأمل البعيد المتعال. وقال إن العجز أحياناً عن بلوغه لا يزعزع الثقة به، ولا المرض ولا الموت نفسه، ما دام ان الإصدار على المضي نحوه هو المسؤول عن وجود النبل والمعنى في الحياة. وكره كلمات التشجيع الجوفاء، وسلم بأن تقلده للوظيفة الجديدة حلم، كما سلم بأن نهوضه لا غباب ذرية حلم آخر، ومع ذلك فمن يعلم؟! وما يحز في نفسه ان كل شيء يمضي في سبيله دون مبالاة به. التعيين والترقي والإحالة إلى المعاش، الحب والزواج وحتى الطلاق، صراعات السياسة وشعاراتها المحمومة، تعاقب الليل والنهار… وها هي نداءات الباعة تنذر باقتراب الشتاء. ولعله من محاسن الصدف ان القبر الجديد قد حاز رضاه تحت ضوء الشمس.