يمثل غسان كنفاني مؤلف هذه الرواية نموذجاً خاصاً للكاتب السياسي
والروائي والقاص والناقد، فكان مبدعاً في كتاباته كما كان مبدعاً في حياته ونضاله واستشهاده. وقد نال عام 1966 جائزة أصدقاء الكتاب في لبنان “لأفضل رواية عن روايته” ما تبقى لكم كما نال جائزة منظمة الصحافيين العالمية (I.O.J) عام 1974، ونال جائزة “اللوتس” التي يمنحها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا عام 1975. وتعد روايته رجال في الشمس التي صدرت في بيروت عام 1963 من أوائل الأعمال الروائية الفلسطينية التي تكتب عن التشرد والموت والحيرة. وفيها يروي حكاية ثلاثة فلسطينيين من أجيال مختلفة، يلتقون حول ضرورة إيجاد حل فردي لمشكلة الإنسان الفلسطيني المعيشية عبر الهرب إلى الكويت، حيث النفط والثروة. أبو قيس. الرجل العجوز الذي يحلم ببناء غرفة في مكان ما خارج المخيم، أسعد: الشاب الذي يحلم بدنانير الكويت وبحياة جديدة، ومروان: الصغير الذي يحاول أن يتغلب على مأساته المعيشية، فشقيقه في الكويت تركهم دون معيل لأنه تزوج، والده ترك أمه ليتزوج بامرأة تملك بيتاً عليه إذن أن يعيل العائلة فيقرر الوصول إلى الكويت.
يدين غسان كنفاني في روايته كل الأطراف التي تسببت في نكبة فلسطين، القيادات العاجزة،والقيادات الخائنة،والشعب المستسلم،والذين
تخلوا عن الأرض ليبحثوا عن خلاصهم الخاص