هذا الكتاب رسالة أبعث بها إلى من ظل سنوات عديدة.. يسير بلا هدف.. ويمضي على غير هدى.. لا قيمة لحياته.. أخذت الدنيا منه كل شئ: عقله وروحه ووقته فلم تدع للآخرة شيئاً.. أخي لو علمت علم اليقين، أو أبصرت غاية النعيم، أو اطلعت على الجنة لحظة، أو نلت من النار نظرة، أو تقلبت في ظلمات القبر برهة لكان الحال غير الحال. كل مولود يولد على الفطرة غرس الله فيه الشوق إلى الجنة والخوف من النار، لكن زحف الشيطان على رصيد الفطرة الكامن وسرقته من هذا الكنز أدى إلى اهتزاز صورة الجنة في الأذهان، وبدلاً من التصديق كان التخمين،
وتوارى البذل والإقدام ليتققدم الجبن والخذلان، وصار الناس بما في أيدي البشر أوثق مما في يد رب البشرآه من إنسان ضيع أوراق هويته، وتاه عما خلق له، وعد بالجنة فنام، ورضي من الدين بالكلام، أخي…. متى تنتبه من نومتك؟ متى تستيقظ من غفلتك؟ متى تفيق من سكرتك؟ متى تعمل لمصرعك؟ إن كان كل الكدح للدنيا فما الذي بقي للآخرة؟!.. أخي. لو تجرعت كأس يقين لذهبت وساوسك، ولو أشرقت شمس الجنة على قلبك لانقشعت عنه سحب الهوى، ولو عاش إيمانك لمات شيطانك