«كل هذا النِّتاج من شِعر ونَثر وقصص، وكل هذه الحركات من ترجمةٍ وتأليف ونشر، ذابت في العالم العربي فعملَت في ترقية عقله، وإرهاف ذوقه، ونقلَته نقلةً كبيرة يشعر الباحث بعِظَمها إذا قارَن بين حالةِ الأمة العربية في أوائل القرن التاسع عشر وحالتِها في أواخره.»
على أثَر سيطرةِ الدولة العثمانية وإحكام قبضتها على كل مناحي الحياة في الأقطار العربية، عانى الأدبُ العربي من الركود، وانتاب الجميعَ حالةٌ من الخمول والتوجُّس، حتى مَطلع القرن التاسع عشر الذي شهد بواعثَ نهضةٍ أدبية ووَمضةَ نورٍ شعَّت وأضاءت أواخر القرن، وعلى الجانب الآخر كان للأدب الغربي جولةٌ تجديدية من جولاته؛ حيث بدأ العصر الابتداعي الذي اتسم بالفردية، وتلاه العصرُ الفيكتوري الذي صاحَب فترةَ حُكم الملكة «فيكتوريا». هكذا تمضي قصةُ الأدب في حلقتها الثالثة، مستعرِضةً تاريخيًّا كلَّ هذه العصور مع لمحةٍ عن الأدب الروسي والأدب الفارسي والأدب الأمريكي في تلك الفترة.