أي شيء في الحياة غير الموت يمكن التفاوض حوله، أي لا مستحيل، لا يأس، ويظل هناك أمل، يظل الباب مواربًا، تظل الدعوة للمحاولة قائمة، والمحاولة هي جهد إنساني، عمل، إرادة، خطة، تصميم، فعل، مشيئة إنسانية، فالإنسان يشاء، وإن شاء حاول واجتهد، وأقدم بالفطرة أو بالخبرة والعلم، وقد يحتاج الأمر إلى شجاعة وجسارة وتحدٍّ، لكن يوجد هنا سؤال يطرح نفسه: هل ينتصر الإنسان دائمًا؟، والإجابة بالقطع لا، بل ينهزم أحيانًا، ويضعف، ويتراجع، ويجبن، ويمرض، وقد ييأس بل إنه قد يفضل الموت، أي يموت بإرادته، ينتحر وتطوى الصفحة
لكن إذا قررنا أن نعيش فلا بد أن نعيش بالطريقة الصحيحة، وهذا يتطلب أن نفهم لماذا جئنا إلى الحياة؟، وهل في مقدورنا أن نعيش بالطريقة التي تحقق الهدف من مجيئنا؟، وإذا لم نفهم فماذا نفعل؟، هل نستطيع أن نعيش دون أن نفهم؟، الحقيقة أن كثيرين يعيشون دون أن يفهموا لماذا جاءوا إلى هذه الحياة، والبعض الآخر يضع مفهومًا خاصًّا لنفسه، ويعيش وفقًا لهذا المفهوم، وأحيانًا يتحدد أسلوب البعض في الحياة، من خلال المواجهة الحتمية للنهاية وهي الموت، فلأننا سنموت يجب أن نعيش، نعيش لنعيش