من الشبهات الإلحادية المطروحة والمتعلّقة بذات الله –سبحانه- التساؤل عن الحكمة من طلب الربِّ عبادتَهُ. وهو سؤال يبحث عن المعنى في فعلٍ لا يرتبط بمصلحةٍ كالتي تُحرّك أفعال البشر. وعامة ما يَرِدُ به هذا السؤال في صيغة: لمَ يطلب منّا الله أن نعبده، وهو غنيٌّ عن العبادة؟ ما الذي يستفيده الخالق من صلواتٍ ودعواتٍ وصيام؟ أليس طلب العبادة علامة نقصٍ ودليل احتياج؟ ثمّ “يترقّى” السؤال مرتبة أخرى ليسأل عن الحكمة من خلق الإنسان أصالة.
وإذا قيل للمتشكّك إنّ الإنسان خلق للعبادة، أجاب مستنكرًا: “وبم يستفيد الربّ من عبادةِ خلقِهِ له؟”، فَيَرُدُّنا معه إلى السؤال الأوّل: “وماذا يستفيد الله من عبادتنا له؟” وإذا ضاقت نفس السائل إلى آخر مداها، قال منفعلًا، ساخطًا: “لمِ لمْ يسألني الله إن كنت أريد أن أوجد؟”