ذلك النُّصحُ سرى في قلبِهِ … فغدا الصِّديقُ صِدِّيقاً بِهِ
وَنَما المسلمَ مثلّ الكوكبِ … باسمٌ في سعيِهِ والدَّأبِ
حرّرِ النّفُسَ منَ الغمّ ودَعْ … إن عرفْتَ اللهَ، أغلالَ الطمعْ
قوةُ الإيمانِ تُحيي فاعلَمَنْ … وِرْدَ >> لا خوفٌ عليهم << فاقرأَنْ
قلبُهُ من >> لا تخَفْ << قلبٌ سليمْ … حين يمضي نحو فرعونٍ كليمْ
خوفُ غيرِ اللهِ قتلُ العملِ … وهو للأحياء قطعُ السُّبُلِ
وبه العزمُ يخافُ الغِيَرا … وترى المِقْدَامَ منه حَذِرا
مَنْ نما ذا البذرًُ يوماً في ثَراهْ … حَرَمتْهُ من تجلِّيها الحياهْ
فهو فسلٌ وهو شادٍ يَعْزِفُ … بيدٍ شُلَّت وقلبٍ يرجُفُ
يسرِقُ الرِّجْل قُوَى تسيارها … يسلبُ الرأسَ قوى أفكارِها
إن تجلَّى لعدٍّ خوفُكا … هانَ كالوردِ، عليه قطفُكا
سيفُه يزدادُ فتكاً في اليدِ … عينُه فيكَ حسامٌ لا يَدي
غلَّنا الخوفُ، وكم في بحرِنا … منْ عُبابٍ مائجٍ في دهرِنا!
إنْ أبَى الأذنَ يَثُر فيه الغناءْ … ويهزَّ اللحنُ آفاقَ السَّماءْ
كلُّ شرٍّ في فؤادٍ يُضْمَرُ … أصلُه الخوفُ، إذا ما تُبصِرُ
منْ ديار الموتِ عينٌ قَدِما … مثل ميمِ الموتِ قلبٌ أَظْلَما
عينُه تلبيسُ آثارِ الحياهْ … أذْنهُ تدليسُ أخبارِ الحياهْ
يزهرُ الخِبُّ به والمَلِقُ … ونفاقُ القلبِ منه يورقُ