يتحدث كتاب مراعاة المشاعر عن عدد من الآداب الإسلامية التي تندرج جميعها تحت فئة مراعاة المشاعر، فذكر الكتاب عددًا من مواقف الرسول ص ؛ في تعاملاته مع الآخرين ومراعاته لمشاعرهم.
مراعاة المشاعر مقصد من مقاصد الإسلام، وغاية من غاياته العظام، وقد أحاطه الشارع الحكيم بسياج من القواعد والآداب السامية؛ ليكون سببا لتآلف النفوس، وتقارب القلوب.
ويبين جانب مشرق من جوانب الإسلام العظيمة ، حيث مراعاة المشاعر والاعتناء بها في ميزان الشرع عند العلاقات الإجتماعية بين الأفراد وأنها من جملة الحقوق والواجبات = جاء الكتاب أمثلة قولية وعملية من القرآن والسنة تدل على الاعتناء بمشاعر الناس، ومراعاة نفوسهم وما هي إلا نماذج من طرف القلم المؤلف والا فكنوز السنة وتطبيقات السيرة ملأى بمثل هذه المواقف.
والمراد من سياق هذه الأمثلة التنبيه على أهمية قيام هذا الأمر بين المسلمين، وأن له وزنا في الشريعة، فلعلنا نلتفت إلى أهمية ذلك في تصرفاتنا مع بعضنا البعض، وتراعي نفوس إخواننا، ونتمثل وصية الله لعباده: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا).