يتَّسم أسلوب الفيلسوف الألماني «مارتن هايديجر» بالغموض والغرابة اللُّغوية، وهو ما يفسِّره الفيلسوف «مارك راذول» بأن «هايديجر» يحاول قولَ شيء ليس في مقدور اللغة العادية أن تفعله، أَلَا وهو الحديث عن المعالم الأساسية لوجودنا. كما يفسِّر الدكتور «محمد عناني» تلك الصعوبة بأنها تعود إلى تفرُّد رؤى «هايديجر»، وأن فلسفته كامنةٌ في مصطلحاته؛ فإذا أمكنَنا فَهم المصطلح تمكَّنَّا من فَهم فِكره، ومن هنا جاءت فكرة هذا الكتاب، وهي محاوَلة فَهم مصطلحات «هايديجر» للوُلوج إلى فلسفته الوجودية، القائمة على فَهم حقيقة الوجود البشري. وقد قسَّم «عناني» كتابه إلى قسمَين: الأول يتناول بعضَ المفاهيم المهمة المتعلِّقة بأسلوب «هايديجر» وفلسفته؛ مثل: الفَهم، والغموض، والحضور، فضلًا عن حياته ونشأته. أمَّا الثاني، فهو قاموسٌ فلسفي يضم جميعَ مصطلحات فلسفته مصحوبةً بشرح لها، حتى يَسهل فَهمها وفَهم دلالاتها.