إنني أقدم هذا الكتاب عرفاناً بجميلك يارب وشكراً لأفضالك, حروفٌ ملؤها التسبيح لك والسجود لعظمتك, والإقرار بجلالك بالمنِّ, وللنفس بالعيب والغفلة والجهالة والاغترار, وما غرها إلا سعة رحمتك, ومديد إمهالك وصبرك, وحلمك على الخاطئين, فقبل يارب هذا الثناء عليك على قصور العبارة, وتردد المقصد, واجعله لكل مشارك فيه ثواباَ في صحيفته, وغفراناً لزلته. سبحانك وبحمدك.
كنت كثيراً ما أضيق ذرعاً بانغماس أبنائي وإخواني من الفتيان والفتيات في مماحكاتٍ وهميِّة أو حكاياتٍّ جانبية, تستنزف وقتهم وتأكل جهدهم, ولاتزيدهم مِن الخير إلا بُعداً, على أنها تضري بينهم العداوةَ والبغضاءَ, وتصدهم عن ذكر الله وعن الصَّلاة.
فرأيت أن أعظم ما يزجر عن ذلك هو غمسهم في معاني المسائل وأصولها وكبارها, التي لا يملكون التقليل من شأنها, ولا الغض من قدرها, وكان موضوع الألوهية رأس هذه الموضوعات وأسَّها”