إن حياة الإمام علي بن الحسين عليه السلام حياة ثرية في عطائها، عميقة في أثرها، قادرة على زرع بذرة التغيير والتعرف على أساليب التغيير كذلك. من هذا المنطلق يأتي هذا الكتاب والذي يدور حول منهج هذا الإمام في التوحيد والسلوك والتربية. وذلك من خلال دعاء كان بالنسبة له الأداة الوحيدة المتاحة والتي استثمرها وعندما أحاط به الظلم الأموي وبكل جوارحه، بكل ما أوتي من صدق وإيمان وفن. هذا الدعاء تم الوقوف عند الخطوط المضمونية له، ومن ثم تأمل طوابع هذه الخطوط أو مدى أثرها في النفوس التي تلقتها وأثرها في الأجواء التي ألقيت فيها.
كما تمّ الوقوف عند الأدوات التعبيرية التي وظفها الإمام لجعل مضامينه أكثر غوراً وأبعد تأثيراً في تلك النفوس. وقد عمد المؤلف إلى بيان قيم الإمام الفكرية للصحيفة في فصول هذا الكتاب الستة الأولى وهي: الإمام والصحيفة، مفهوم الدعاء في الإسلام، العرفانية الربانية، منهج يومي للسلوك، البعد الأخلاقي في الصحيفة، البعد السياسي. أما الفصل (الصحيفة والنفس الإنسانية) فكان لرصد القيم العاطفية والنفسية، في حين خصص الفصل الثامن لدراسة القيم الجمالية في أسلوب الصحيفة.