لا أعرف كم جلست معه لكى يحكي هذه المذكرات، في إحدى المرات استغرقت الجلسة 18 ساعة فالرئيس السادات عندما يشرع في قضية مهمة لا يلتفت إلى شئ آخر.. وكنت أعيد صياغة ما أملاه الرئيس وأتحقق من التواريخ. ولم يلجأ الرئيس السادات إلى ورقة أو كتاب ينقل منه ذكرياته أو خواطره أو يراجع ما فيها من تواريخ وإنما قد ذاكرها وفكر فيها كثيراً وأعاد التفكير حتى إذا استقرت في ذهنه وأتيحت له فرصة أن يرويها لم يجد صعوبة في ذلك. فأوراق السادات لم تكن تسجيلا لحياته وعرضاً تاريخياً لها وإنما دعوة للأجيال القادمة لأن تقلب وتقرأ صفحات من تاريخ مصر والعالم من حولنا. فنجد في “أوراقه” رصداً دقيقاً لأحداث ثورة يوليو سنة بسنة وكشفاً لأسرار ثورة مايو وتوثيقاً تاريخياً لمعركة أكتوبر باليوم والساعة والدقيقة.