الخشوع في الصلاة يكون في الصلاة وخارجها، ولكنه في الصلاة ألصق، لتضمنها الوقوف بين يدي الله والذكر وتلاوة القرآن والركوع والسجود، والخشوع محله القلب، وثمرته على الجوارح، وهي تخشعه، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء؛ لأنه ملكها، وهي تابعة له.
فمن يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها، لكن قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة، فذهب مع الوساوس والأفكار.و من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار،فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته، فهو في صلاة وجهاد.
و من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها،لئلا يضيع شيئاً منها، بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها واتمامها،قد استغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيه