يوم عرفة عظَّم الله سبحانه وتعالى أمره ورفع من قدره. يمن الله سبحانه وتعالى علينا بأن يبلغنا إياه، فهو يوم تجاب فيه الدعوات، وتقال فيه العثرات. ترفع الأيادي كلها راجية.
قال ربنا: “أنا عند ظن عبدي بي”، ويوم عرفة هو يوم إحسان الظن بالله، فهو سبحانه العفو يتفضَّل علينا بالعفو، وهو الرحيم يتفضَّل علينا بالرحمة.
الإكثار من ذكر الله تعالى في هذا اليوم، من التهليل والتكبير، والحمد على مختلف الأحوال، وفي مختلف الأوقات. والحمد لله كثيرا كثيرا؛ فإذا وافق يوم عرفة يوم جمعة فهذا من تمام المنَّة، فقد اجتمع يوم عيد مع يوم عيد، وتوافق فيه ساعة الإجابة بعد العصر مع وقوف أهل الموقف للدعاء والتضرع. يومان من أفضل الأيام، ما أكرم ربنا.
الدعاء “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة” بخيري الدنيا والأخرة، بقلب حاضر، ونفس راجية. نتوسع في الدعاء، ولا ننسى أهلنا وأحبابنا، وأهلنا من المسلمين، فهذا يوم لا يترك ووقته لا يعوض.
“من لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد، فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد” لبيك ربي وإن لم أكن بين الزحام ملبيا.