إن الثورة لا يرتب لها أحد، ولا يخطط لها الناس، ولكنها تنفجر على حين غرة، حين تُسد طرق الإصلاح، وتُوقَف العدالة، ويُمارَس القمع.. لذا فإن الإصلاح الجاد يستحق التضحية، وليس الخسارة؛ لأنه أفضل طريق تكافح به الثورة. وبعد أن قامت ثورات الربيع العربي فإننا نحتاج إلى رؤية ناضجة في قضايا السياسة الشرعية والعلاقة بين الحاكم والمحكوم لنصل إلى قدر من الهدوء النفسي والفكري.. وقدر آخر من الحياد والتعالي على مصالح الفرد أو العائلة أو القبيلة.. حتى نخرج من التيه الذي فرض علينا لإعادة ترتيب العلاقات على كل الأصعدة والمستويات. والكتابب الذي بين يديك يحاول أن يضع صورة عامة عسى أن تؤهل لقدر طيب من التفاؤل .. وإن غدًا لناظره قريب!!