دراسة تتناول المنهج التنموي الإسلامي وتوضح ما يمكن أن تقدم “المذهبية الإسلامية” وأنظمتها العامة في هذا المجال، والكتاب- يعرض موضوعاته بمنهج إسلامي منفتح يتسع المختلف المذاهب الفقيه ويدعو إلى الممارسات الاجتهادية التي تساعد على بناء الأمة، وإقامة العمران، وتحقق حالة الشهود الحضاري لأمتنا الإسلامية قيماً بالأمانة، وتحقيقاً لمهمة الخلافة في الأرض. كما أن الكتاب يبرز الحقيقة القائلة بأن السبب الحقيقي لإخفاق خطط وبرامج التنمية الحديثة في إسعاد الإنسان وجعله يحيى حياة طيبة، يرجع إلى النظام الفكري والحضاري الذي يقف وراءها، وهو النظام الذي يعتمد على المادية البحتة، واعتبار الإنسان حيواناً كسائر الحيوانات انطلاقاً من نظرية التطور الدورانية- التي أكل الدهر عليها وشرب- ومن النظريات الاجتماعية التي تفرعت عليها في العصر الحديث. ويحاول الكتاب تأطير الجانب الفكري والنظري الإسلامي الذي يشكل الإطار الموجه لعملية التنمية بغرض الوصول إلى منهج تنموي إسلامي متكامل عميق الجذور متصل عضوياً بعقيدة الأمة وحضارة وظروف المجتمعات الإسلامية.
وهذا الجانب من الفكر الإسلامي جانب هام لا يزال في حاجة إلى أقلام الكثيرين من الكتاب المسلمين لإبرازه وتوضيحه لعل ذلك يساعد هذه الأمة إن شاء الله على شق طريقها الطويل لاجتياز حاجز التخلف واستئناف حياتها الإسلامية الطيبة بإذن الله.