ظهرَت «البنائية» بصفتها منهجًا فكريًّا في خِضَم الصراع بين الوجودية والماركسية، ووجدَت لنفسها مكانًا أكثر وضوحًا عقِب إعلانِ «سارتر» أن الوجودية لا يُمكِن تناولُها إلا من خلال الماركسية. وفي بحثه الصغير هذا، يَتتبَّع الدكتور «فؤاد زكريا» الجذورَ الفلسفية للبنائية من خلالِ عددٍ من مُمثِّليها الرئيسيِّين، مثل «ليفي ستروس» الذي أكَّد على تدخُّلِ الذهن البشري في تشكيلِ كل نواتج ثقافته، و«ميشيل فوكو» من خلال كتابه «الكلمات والأشياء» الذي فصَّلَ فيه كلَّ مرحلة من مراحل الفكر الأوروبي الحديث، كما يَتطرَّق البحث إلى مُحاوَلة «لوسيان سيباج» لإيجاد مُركَّب بين البنائية والماركسية، وكذلك مُحاوَلة «لوي ألتوسير» لإعادة الماركسية إلى انضباطها العلمي.