مرت بالمسلمين عصور سامية بالمجد ، زاهية بالعلم زاهرة بالحضارة ، عالية بالقوة ، حافلة بالسلطان والسطوة ، اذ كانوا يعلمون دينهم حق العلم ، ويعملون به أعظم العمل . ثم مضت عليهم أعصار بغيضة بالضعف ، ثقيلة بالتخلف ، جريحة بالهوان ، لأنهم جهلوا دينهم أو تجاهلوا ، وغفلوا عن العمل بما يقتضيه أو تغافلوا .
والعجب أن خصوم المسلمين أدركوا أن الاسلام هو النبع الأول للقوة والفيض الدافق بالعزة ، فحاولوا أن يصرفوهم عنه بوسائل شتى من الاباطيل والاكاذيب
وأعجب العجب أن بعض المسلمين انخدعوا بما زيف خصومهم ، فخيل اليهم أن الدين شيء ، وأن الدنيا شيء آخر ، كأنهم يجهلون أن الاسلام عقيدة وعبادة وعمل وحياة