إن الإسلام قد تميّز بذاتيّته الخاصة, والتي كانت – منذ أول يوم – في غير حاجة إلى مناهج وافدة, فقد أعطاها الحق تبارك وتعالى ( منهج المعرفة ذي الجناحين ) وأعطاها ( منهج التجريب ) وأعطاها منهجاً كاملاً ((للميتافيزيقا)) فلا تحتاج معه إلى سفسطات الفلاسفة الذين ينكرون الغيب.
ولقد استطاعت حركة اليقظة خلال العقود السابقة من القرن الرابع عشر أن تقنع عامة المسلمين بأن الإسلام قادر على أن يقدِّم الحلول لمشكلاتها السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والعسكريّة. وإن الإسلام – كما فعل ذلك في الماضي – قادر على تكرار التجربة مرة أخرى, بحيث يقدِّم للبشريّة ذلك العطاء الذي تتطلع إليه, بعد أن فشلت الأيدلوجيتان الليبرالية والاشتراكية.
وإن تطبيق الإسلام وجعله منهج حياة سيكون كفيلاً بأن يحلّ قضايا العدل الاجتماعي والشورى السياسيّة والاستقامة الاجتماعية على أمر الله.