الحديث عن الحرب يثير الكثير من الإحراجات؛ وهذه الإحراجات لا تقتصر على ظاهرة الحرب في حدّ ذاتها، وإنّما هي مبثوثة داخل القول في الحرب أو ضمن الخطاب الذي موضوعه الحرب. وحين تهتمّ الفلسفة بمسألة الحرب، فإنّ تفكيرها في هذه الظّاهرة يكون على النّحو الذي يوجب ما ينفيها، لأنّ موضوع خطابها السّلم، فيكون قولها في الحرب مثبتاً لما ينفي الحرب، وسالباً لما يثبتها. وفي هذا السّياق بالذّات يتنزّل خطاب المفكّر فتحي التريكي أثناء معالجته للحرب من النّاحية الفلسفيّة. فمنذ بداية طرحه، نسجّل تصوّراً لديدن الفيلسوف مرتسماً في ضرب من “اليوتوبيا” التي لا تقصد شيئاً آخر غير سلم دائم يتوقّف تحقيقه على تشخيص أسباب الحرب ودواعي اللّجوء إلى خوض غمارها رغم الإدراك المسبق لمآلاتها السّلبية.
تحميل كتاب LES PHILOSOPHES ET LA GUERRE مترجم مجاناً