الكتاب مكرس لدراسة اسباب العنف واكتشاف بنيته المعرفية، من مقولات ومفاهيم وفضاءات فكرية وعقيدية، ومحاولة للتعرّف على الخطاب الديني التكفيري الذي يمارسه الفقهاء المتطرفون ضد الاخر المختلف دينيا وعقيديا. واكتشاف الادلة التي تبرر للانسان منطق العنف والاقصاء والكراهية والتنابذ، وفهم طبيعة الثقافة التي تشبع بها الارهابيون الدينيون فاستساغوا الموت وكرهوا الحياة، وامتلأت قلوبهم حقدا وبغضاء.
من هذا المنطلق تناول الكتاب عدة محاور اساسية، شملت تعريف العنف وتاريخه وفلسفته وانواعه، ثم التحديات الكبيرة للعنف على جميع الاصعدة. اضافة الى دراسة مسيرة الحركات الاسلامية المتزامنة مع ممارسة العنف. وقراءة في الايات والاحاديث التي يرتكز لها خطابها التكفيري، ومناقشة الفتاوى الدموية وفقه الكراهية الذي يتشبث به بعض الفقهاء لاستباحة دماء الناس. ولم يقتصر العنف على الحركات الاسلامية وحدها فهناك عنف الدولة والسطلة وعنف الفرد والقبيلة وغيرها من الانواع.
كما تحدث الكتاب مطولا عن التحديات التي تواجه الجاليات العربية والمسلمة بسبب العنف، مستحضرا أمثلة كثيرة واجهت العرب والمسلمين كردود فعل سلبيه من قبل المتطرفين، كما قارن الكتاب حال الجاليات قبل موجة العنف وبعدها، والاجراءات التي باتت تواجه العربي والمسلم في المطارات والأسواق، وتوجس الشعوب الاخرى من العرب والمسلمين تحديدا.
وقد ارتكز الكتاب في كل ذلك الى منهج جديد في دراسة النصوص الدينية، وفلسفة اخرى في فهم الحقيقة. وتعمـّد المؤلف طوال البحث الى استفزاز الوعي، وفتح الاضابير المحرمة، غير مكترث لاي ممنوع او محرم. ولا ينسى التاشير على الدوافع الشخصية والايدولوجية في فهم النصوص. والمحاولات المتكررة من قبل المذاهب والاديان ورجال الدين لاحتكار الحقيقية وتوظيفها لخدمة التبشير الديني، بعد تكفير المختلف والمعارض.