كتاب مهم بأسلوب أدبي ممتع يعد الكتاب الأول في سلسلة من ثلاثة كتب لخص فيها الرافعي تجربته في الحب بأسلوب أدبي رصين، والكتابان الآخران هما -السحاب الأحمر- و أوراق الورد. وفي هذا الكتاب يبدو في البداية أن الرافعي يتحدث على لسان صديقه الذي ارسل له هذه الرسائل لكن ما ان يتعمق القارىء قليلافي الكتاب حتى يظهر له ان الرافعي هو نفسه بطل القصة، وانه اتخذ طريقة الرسائل لايصال ما يريد ان يقول الى حبيبته في هذا الكتاب.
في هذه النفحات حذَقٌ عميقٌ رشيقٌ ينفذ إلى الروح، فلسفةٌ حبيبةٌ إلى القلب في الحُب والجمال.
ومن فلسفته في الحُب يقول: “وإذا رحِم الله إنساناً من هذا الحب ومن التعلّق بالجمال؛ كدّرَ طينته وأغلظَ على نفْسِه بموادّ ثقيلة من هموم الحياة وأكدار العيش”
ومن فلسفته في الجمال يقول: “الجمال درجاتٍ ثلاث: جمالٌ تُحبّه و آخرَ تعشقه وجمالٌ تُجنُّ به جنوناً؛ أما الأول فتجود به الطبيعة في أشياء كثيرة، والثاني تعلو به الطبيعة ويحبُّ به الإنسان ويسلو ويمرضَ بالحُب، والثالث لا يجده من يجده إلا مرةً واحدة، وما هو إلا أن يصوّب الإنسان رأسَهُ، فإذا هو عند جنون الحب، وإذا هو بجنونه فوق العقل والمعقول”