في هذا الكتاب، الجميل، الممتع المؤلم، الساخر المرح، ينجح محمد الماغوط في الجمع على أرض واحدة بين الليل والنهار، بين الأمل واليأس، بين مرارة الهزائم وغضب العاجز، ليقدم صورة لما يعانيه الإنسان العربي في بلاء من سياسيّيه ومثقفيه وجنده وشرطته وأجهزة إعلامه مكثفاً ذلك البلاء الكثير الوجوه في بلاد واحد هو فقدان الحرية.
هذا الكتاب شهادة فاجعة صادقة على مرحلة مظلمة من حياة العرب في العصر الحديث، وتصلُح لأن تُرفع إلى محكمة الأحفاد كوثيقة تدحض أي اتهام بالتقصير والاستكانة يوجّه إلى الأجداد، فالعنق الأعزل لا يستطيع الانتصار على سكاكين المفترسين.