أما الاشتراكية فإنها في نيات وسلوك أقطابها, ومعلميها الجدد هي البحث عن التفرد بالقوة والامتلاك بحجة البحث عن العدالة!
وأما الزعيم فهو الذي يظل يبكي في السوق ويطلب الرحمة ويتحدث عن حبه وإخلاصه لها وصدق أحزانه ودموعه, ويهتف بنخوتها ويبالغ في مغازلتها حتى ترق له وتدعي الإيمان والاتباع له, كأنها بذلك تحاول التصدق عليه والفرار من إلحاحه والرثاء لدموعه واسترحامه والمجاملة لنفاقه وكذبه عليها باسمها!.
وأما الشجاعة فهي أن تكون جباناً جداً حتى لا تستطيع أن تجد على عصيان تعاليمك وتاريخك وطغاتك, حينما يدفعون بك ان تقتل نفسك, وتقتل أيضاً أبرياء مغلوبين مثلك, دفع بهم جبنهم إلى أن يكونوا شجعاناً على قتلك وقتل أنفسهم, لأنهم ليسوا شجعاناً على أن يعصوا تعاليمهم وتاريخهم وطغاتهم!
وأما الطبيعة فهي ذلك “اللقيط” الضخم الذي لا يعرف من جنى عليه, فهو المجني عليه بلا جان, والجاني بلا جناية
وأما الثائر فهو الذي يثور على الناس بحجة الثورة من أجلهم ويسلبهم الحرية والكرامة والذكاء والرخاء والفضيلة والسلام بحجة التسامي بهم؟
إن الثوار والمعلمين والزعماء هم جهاز الاستفراغ الذي تستفرغ به الجماهير أحزانها وعداواتها وفحشها وغباءها, وتستفرغها على نفسها وعلى ما حولها وعلى ما تمارس من مذاهب ومعتقدات وآلهة وبشر”