من رعاية الله سبحانه وتعالى أنه قبض لهذه الأمة في كل مرحلة من مراحلها من يجدد الدين، ويدفع الشبه، وينير البصائر، داعياً مجاهداً، مبلغاً لهذه الرسالة السمحاء أحسن بلاغ، وأرادت الأقدار أن تجعل من الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي أحد هؤلاء، فقد عمل بكل طاقاته واتخذ لذلك الوسائل المتاحة لإبلاغ كلمة هذا الدين العظيم للعامة والخاصة، سواءً من خلال الخطب حيناً والدروس حيناً آخر، والمقابلات والحوارات في وسائل الإعلام المختلفة.
وهذا الكتاب الذي نقلب صفحاته يجمع بين طياته مختلف الخطب والحوارات والمقابلات التي أجريت مع الدكتور القرضاوي باعتباره شاهداً على العصر، وباعتباره أيضاً واحداً من الأعلام المجددين في الفكر الإسلامي المعاصر وكلها تدور حول مواجهة الإسلام لتحديات العصر وقضايا أخرى تدور حول السلفية والتجديد والأصالة والمعاصرة، والوحدة والتفرّق، والغزو الفكري والثقافي، ومسؤولية الحركة الإسلامية، إغلاق باب الاجتهاد، ومشكلات النظام غير الإسلامي، وغير من القضايا الفكرية التي يبحث المسلم عن جواب لها مقرون بالدليل الشرعي.