هذه وقفات متأملة مع صور مشرقة من حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم تقدم نوعًا من الطرح المميز في قراءة النص النبوي، والوقوف عند المعاني التربوية الهادية من خلال هذه المشاهد المنيرة، حتى نستطيع إعادة تأهيل شبابنا وربطهم بتاريخنا الإسلامي، وخاصة بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولو أنا عرضنا سيرته وشخصيته بالشكل الصحيح على الأمة الإسلامية بشتى أطيافها،لوجد كل منهم بغيته ولما ابتغوا عنه بديلًا.فالحاكم يجد في سيرته صلى الله عليه وسلم أُنموذج العدل والإنصاف والتواضع، والعالم يجد في سيرته طريقة نشر العلم وتوصيله إلى الناس، والداعية يجد في سيرته صلى الله عليه وسلم كيفية الصبر على ما يلاقيه، وكيفية إيصال رسالته وصوته إلى الآخرين، والأب يجد في سيرته صلى الله عليه وسلم كيفية التعامل مع الأولاد، ومراعاة مستواهم وظروفهم، والزوج يجد في سيرته صلى الله عليه وسلم كيفية التعامل مع الزوجة، والصبر على ما قد يصدر منها.. وهكذا.. الغني والفقير، والصحيح والمريض، والمقيم والمسافر، والمنتصر والمهزوم.. فالكل يجد بغيته في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي تقلَّبت به صلى الله عليه وسلم الأحوال كلها، فكان في كل الأحوال أُنموذجًا للعبد الرسول المطيع لربه، الذي يرى من نفسه قدوة ورحمة للعالمين.