يَخرُج «علي مبروك» في هذا الكتاب بمفهوم الشريعة من ضِيق التداوُل الأيديولوجي إلى رَحابة التناوُل المعرفي، ويكشف ما خضَع له المفهوم من تحوُّلات عبر التاريخ، ويبيِّن الدورَ الحاسم للضغوط الاجتماعية والسياسية والتاريخية في بَلوَرة هذا المفهوم. ويرى المؤلِّف أن استخدام العباسيِّين للشريعة بوصفها سلاحًا سياسيًّا أخضعوا به الجمهور، مثَّل نقطةَ بدءِ هذا التبلور لمفهوم الشريعة. ويحلِّل في هذا السياق مفهومَ الشريعة عند جماعات الإسلام السياسي في النصف الثاني من القرن العشرين، حين حوَّلوه إلى سلاحٍ سياسي يحارِبون به دولةَ ما بعد سقوط السَّلْطنة العثمانية، كما يحلِّل المؤلِّف خلْطَهم بين دلالات المفهوم في القرآن واستخداماته على مَدار العصور.